عزيزي الطفل المصاب بالديسلاكسيا،
أعرف جيدًا كيف تشعر. ربما تعتقد أن لا أحد يفهم ما تمر به، وأنك تواجه تحدياتك وحدك. لكنني هنا لأخبرك أنك لست وحدك. أنا شخص بالغ مصاب بالديسلاكسيا، وقد مررت بنفس التجارب والمشاعر التي تمر بها الآن. دعني أشاركك بعض القصص والنصائح التي قد تساعدك في رحلتك.
بداية الرحلة
عندما كنت في عمرك، كنت أشعر بالارتباك والخجل لأنني لم أستطع القراءة أو الكتابة بنفس السهولة التي يقوم بها زملائي. كنت أعتقد أن هناك خطباً ما بي. كانت الحروف تبدو كأنها ترقص أمام عيني، وكانت الكلمات ترفض أن تستقر في ذهني. كنت أخاف أن أطلب المساعدة لأنني لم أكن أريد أن أبدو ضعيفاً.
التجارب والتحديات
كنت أجلس في الفصل وأحاول جاهداً أن أتابع ما يقوله المعلم، لكنني كنت أشعر بالضياع. كنت أحياناً أحاول قراءة كلمة بسيطة ولكن الحروف كانت تتهرب مني. كان هذا يجعلني أشعر بالإحباط والتوتر. كنت أعتقد أنني لن أتمكن أبداً من القراءة بطلاقة أو الكتابة بشكل جيد.
اكتشاف القوة الداخلية
لكن، مع مرور الوقت، تعلمت أن الديسلاكسيا ليست نهاية الطريق. بدأت أكتشف أنني لدي مواهب وقدرات أخرى. كنت بارعاً في الرسم، وكنت أستطيع حل المشكلات بطرق إبداعية لا تخطر على بال الآخرين. بدأت أرى أن دماغي يعمل بشكل مختلف، وهذا ليس شيئاً سيئاً، بل هو هبة فريدة.
الدعم والتفهم
أكثر شيء ساعدني في رحلتي كان الدعم من الأشخاص الذين فهموا حالتي. عندما بدأت أتحدث عن الديسلاكسيا بصراحة مع أصدقائي وعائلتي ومعلمي، وجدت أنهم كانوا مستعدين للمساعدة. حصلت على الدعم الذي كنت أحتاجه في المدرسة، من خلال البرامج التعليمية الخاصة والأدوات المساعدة مثل برامج تحويل النص إلى كلام.
نصائح لك
- •لا تخجل من طلب المساعدة: إذا كنت تجد صعوبة في شيء ما، لا تخف من طلب المساعدة من معلميك أو والديك. إنهم هنا لمساعدتك.
- •اكتشف مواهبك: ربما تجد صعوبة في القراءة والكتابة، لكنك قد تكون بارعاً في أشياء أخرى مثل الفن أو الرياضة أو الموسيقى. استغل مواهبك وتفوق فيها.
- •استخدم الأدوات المساعدة: هناك الكثير من الأدوات التكنولوجية التي يمكن أن تساعدك في القراءة والكتابة. لا تتردد في استخدامها.
- •كن صبوراً مع نفسك: تعلم القراءة والكتابة قد يستغرق وقتاً أطول بالنسبة لك، وهذا لا بأس به. كن صبوراً مع نفسك واعلم أنك تستطيع النجاح.
- •تحدث عن مشاعرك: إذا كنت تشعر بالإحباط أو الحزن، تحدث مع شخص تثق به. الحديث عن مشاعرك يمكن أن يخفف من شعورك بالوحدة.
نحن هنا نفهم بعض
تذكر دائماً أنك لست وحدك في هذه الرحلة. هناك الكثير من الأشخاص مثلك الذين يواجهون نفس التحديات. نحن نفهم بعضنا البعض وندعم بعضنا البعض. الديسلاكسيا ليست عيباً، بل هي جزء مما يجعلك فريداً ومميزاً. لذا، امضِ قدماً بشجاعة وثقة، واعلم أن هناك مستقبلاً مشرقاً ينتظرك.
مع أطيب التمنيات،
شخص بالغ مصاب بالديسلاكسيا