الديسلاكسيا، أو صعوبة القراءة، هي حالة تؤثر على قدرة الفرد على القراءة والكتابة وتعلم اللغة. على مر العصور، شهدت الديسلاكسيا تطورًا كبيرًا في الفهم والاعتراف، مرورًا بالعديد من المراحل الزمنية الحاسمة. في هذه المقالة، نستعرض تاريخ الديسلاكسيا من وحي النصوص التالية، مع تسليط الضوء على التواريخ المهمة التي شكلت مسار هذه الحالة.
البداية: الاعتراف الأول بالدسلكسيا
عام 1872: سجل الدكتور أدولف كوسمان من ألمانيا أول حالة للديسلاكسيا، أطلق عليها “اختفاء الكلمات” أو “ورت بليندر هايت”. حصر كوسمان هذه الحالة بأنها مشكلة أو تشوهات أو نقص في الفص الأيسر من المخ، مما يعد البداية العلمية لفهم الديسلاكسيا كظاهرة طبية.
القرن التاسع عشر: التوسع في الفهم
عام 1896: أضاف الدكتور مورجان من بريطانيا فهمًا جديدًا للديسلاكسيا بوصفها اعتلالًا في النمو. أشار مورجان إلى أن هذه الحالة ليست مجرد مشكلة عارضة بل هي جزء من النمو غير السليم.
أوائل القرن العشرين: الانتشار والرصد
أوائل 1900: بدأ العلماء والأطباء في أوروبا برصد حالات الديسلاكسيا، مما أدى إلى زيادة الوعي بهذه الحالة. هذا الرصد المكثف ساعد في بناء قاعدة معرفية أوسع حول الديسلاكسيا.
عام 1905: عبر الأطلسي، رصد الدكتور دبليو. إي. برنر حالات الديسلاكسيا في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الرصد كان خطوة مهمة نحو الاعتراف بالديسلاكسيا كحالة تعليمية تحتاج إلى اهتمام خاص.
أواخر القرن العشرين: الدعوة للرعاية الخاصة
عام 1987: الدكتورة سالي شايوتز من أبرز الشخصيات التي طالبت برعاية خاصة للطلاب المصابين بصعوبات في التعليم، بما في ذلك الديسلاكسيا. دعواتها كانت شرارة لبداية سلسلة من الأبحاث والقوانين التي هدفت إلى تحسين الرعاية التعليمية لهؤلاء الطلاب.
القرن الحادي والعشرون: الفهم العلمي والتشريعي
عام 2002: تم ربط تشوه الدماغ الكامن كمكون رئيسي لتشخيص الديسلاكسيا. هذا الاكتشاف كان مهمًا في فهم الأساس البيولوجي لهذه الحالة، مما ساعد في تطوير استراتيجيات تعليمية وعلاجية أكثر فعالية.
عام 2016: تم التعرف على الجين الوراثي DCDC2 كمسبب للديسلاكسيا. هذا الاكتشاف كان نقلة نوعية في فهم الأسباب الوراثية للديسلاكسيا، مما يفتح أبوابًا جديدة للأبحاث المستقبلية والعلاج.
عام 2021: تم تصنيف الديسلاكسيا كصعوبة تعلم رسمية من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية مما يعطي المصاب مشهد إعاقة وذلك كان بجهود مشركة من مبادرة التوعية بالدسلاكسيا و هيئة حقوق الإنسان السعودية. هذا الاعتراف الرسمي يضمن حقوقًا وخدمات تعليمية خاصة للأشخاص المصابين بالديسلاكسيا، مما يعزز من فرصهم في الحصول على تعليم مناسب ودعم مستمر.
الخلاصة
تاريخ الديسلاكسيا هو رحلة من الفهم التدريجي والاعتراف العلمي، مرورًا بالاكتشافات الطبية والتشريعية التي ساهمت في تحسين حياة الأفراد المصابين بهذه الحالة. من أول حالة سجلها الدكتور أدولف كوسمان في 1872 إلى الاعتراف الرسمي في 2021، شهدت الديسلاكسيا تحولات كبيرة في كيفية فهمها والتعامل معها. اليوم، نحن ندرك أن الديسلاكسيا ليست عيبًا أو نقصًا، بل هي تحدٍ يمكن تجاوزه بالدعم المناسب والتفهم العلمي الصحيح.